محمد صلاح

بحثت هنا وهناك .. عن عنوان ربما يصلح أن يكون في بداية هذا الكلام .. طبعًا الحروف هربت مني عند محاولة صياغة عنوان يليق بالأخ محمد صلاح .. كأنها تستحي أن تنال شرف الكلام عن صلاح فخر الأمه العربية .. طبعًا ما كان من عندي إلا إضافة أسمه كعنوان .. عسى أن يكون عنوانًا جيدًا ..

أعترف أنني تماديت في هذه المقدمة .. ربما يتهمني البعض بأنني قد وصلت إلى أعتى درجات التطبيل .. أن كان الأمر هكذا فأرجوكم أعطوني أكبر بندير في هذه الكرة الأرضية ودعوني أطبل إلى ما لا نهاية!

نحن العرب نمتلك صراعات عديدة في مختلف مجالات الحياة .. فما بالك بالجلد المُدور والذي يحتوي على عدد لا بأس به من المُتفرجين من الوطن العربي .. ويؤسفني أن أقول أن كرة القدم تصبح جميلة إلى أن نحشر أنوفنا فيها .. نحن طبعًا ومن غيرنا ..

لا تستغرب عزيزي القارئ من تهكمي على الجمهور العربي الذي يُتابع كُرة القدم فأنا قد ضقت الويل منهم ولا أستثني نفسي من هذا ..

دعوني اخبركم أمرًا مهمًا .. لعل وعسى أيها الأخوة الجزائريون والمصريون أن تأخذوا العبرة من جاركم الذي يسكن في ليبيا ..

من شدة الفراغ الكروي عندنا في ليبيا أستطيع القول أنه إذا سجل لاعبنا مؤيد اللافي هدفًا مع فريقه الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الجزائري فأننا سوف نعلن يوم الفطر غدًا ونطبل ونهلل إلى نهاية الأسبوع .. لماذا؟

عدا بعض ومضات طارق التايب والقليل من مؤيد اللافي لا يوجد من يُشبع ذاك الفراغ الكروي في ليبيا .. وأعتقد أن نصف الوطن العربي يعاني من هذه المشكلة .. أؤكد لكم أن الأمر لا يتعلق بمجرد فراغ كروي وحسب بل فراغ في جميع المجالات يجعلك تتعلق بشخصيات أخرى ربما هي ليست من بلدك ولكنها من العرب مثلك .. وهذا ما يمنحك نشوة خاصة بالتأكيد .. يشهد الله علي أنني كنت أقفز فرحًا عندما يسجل رياض محرز هدفًا .. العديد من المرات كنت أمدح زياش وأعتبره أفضل ما أنجبت الكرة في مركزه ولطالما خضت أعتى العراكات اللفظية الطويلة مع مشجعي ميسي ورونالدو لكي أجعل صلاح أسمًا كبيرًا لا يختلف عنهم!

عدا بعض المجانين والمهوسين أعتقد أنه لا يوجد أحد يشجع ميسي أو كرستيانو بذاك الشغف .. في النهاية لا يوجد فائدة مُعتبرة من تشجيع هذا الثنائي ولكن مع محمد صلاح أنت على الأقل تكتسب عبرة ومغزى أنه لا يوجد مستحيل ..

محمد صلاح .. ربما يعتبر نوعًا من المخدرات قد أتت لكي تخفف لنا قسوة الواقع .. ربما يعتبر الرجل المصري حافزًا ودافعًا لجميع من يريد الإحتراف في أوروبا .. تلك الفكرة البريئة العفوية التي تحولت إلى مستحيل مطلق حاليًا